العالم الجليل المولى محمّد باقر سبزواري في (مفاتيح النجاة
لطلب الرزق) عن الإمام
أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) عن
آبائه عن الحسين ابن علي (عليه السلام) قال: كنت جالساً عند أمير المؤمنين
(عليه السلام) فأتى أعرابي وقال: يا أميرالمؤمنين إنّي رجل معيل لا مال لي،
فقال: يا أخا العرب لِم لا تستغفر حتى تحسن حالك؟ فقال الأعرابي: أنا
استغفر كثيراً ولا أرى تغييراً في حاليفقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
يا أخا العرب إن الله يقول:
{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}.
أنا اُعلمك استغفاراً تستغفر به عند المنام إن الله عزّ وجل يوسع في رزقك ثم كتب الاستغفار وأعطاه الأعرابي وقال: إذا أخذت مضجعك وأردت النوم فاقرأ هذا الاستغفار وابك وإن لم تبك فتباك
قال الحسين (عليه السلام): لما كان العام القابل جاء الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى أسبغ عليّ النعمة حتى ليس لي مكان أجمع فيه أباعري وأغنامي لكثرتها, قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أخا العرب اعلم فومنْ أرسل محمداً بالنبوة ما من عبد يستغفر بهذا الدعاء إلاّ أن الله تعالى يغفر له ذنوبه ويقض حوائجه المشروعة ويزيد ماله وأولاده ببركة قراءة هذا الاستغفار وهو هذا وقسمته الى 20 قسم :
بسم الله الرحمن الرحيم
1- اللّهم إني أستغفرك من كل ذنب قويَ عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، أو احتجبتُ فيه من الناس بسترك، أو اتّكلتُ فيه عند خوفي منه على أناتك، أو وثقت من سطوتك عليّ فيه بحلمك، أو عوّلتُ فيه على كرم عفوك. اللّهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست بفعله نفسي أو احتطبتُ به على بدني، أو قدَّمتُ فيه يدي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيتُ فيه لغيري، أو استغويت إليه من تبعني، أو كابرت فيه من منعني، أو قهرت عليه من عاداني، أو غلبتُ عليه بفضل حيلتي، أو احلت عليك مولاي فلم تغلبني على فعلي إذ كنت كارهاً لمعصيتي فحلمت عني لكن سبق علمك فيّ بفعلي ذلك لم تدخلني يا ربّ فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً ولم تظلمني فيه شيئاً فأستغفرك له ولجميع ذنوبي.
2- اللّهم إنّي أستغفرك لكل ذنب تبتُ إليك منه وأقدمتُ على فعله فاستحييتُ منك وأنا عليه, ورهبتك وأنا فيه تعاطيته وعدت إليه.
اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب كتبته عليّ بسبب خير أردتُ به وجهك فخالطني فيه سواك، وشارك فعلي ما لا يخلص لك، أو وجب على ما أردتُ به سواك، وكثير من فعلي ما يكون كذاك.
3- اللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب بورك عليّ بسبب عهد عاهدتك عليه، أو عقد عقدته لك أو ذمة واثقت بها من أجلك لأحد من خلقك، ثمّ نقضت ذلك من غير ضرورة لزمتني فيه; بل استزلني إليه عن الوفاء به الأشر، ومنعني عن رعايته البطر.
4- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب رهبت فيه من عبادك، وخفت فيه غيرك، واستحييت فيه من خلقك، ثم أفضيت به فعلي إليك.
5- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب أقدمت عليه وأنا مستيقن أنّك تعاقب على ارتكابه فارتكبته.
6- اللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب قدّمت فيه شهوتي على طاعتك، وآثرت محبّتي على أمرك، وأرضيت فيه نفسي بسخطك وقد نهيتني عنه بنهيك وتقدّمت إليّ فيه باعذارك، واحتججت عليّ فيه بوعيدك
7- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب علمته من نفسي، أو ذهلته أو نسيته أو تعمدته أو أخطأته مما لا أشك أنك سائلي عنه، وأن نفسي مرتهنة به لديك، وإن كنتُ قد نسيته أو أغفلت نفسي عنه.
8- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب واجهتك به وقد أيقنت أنك تراني، وأغفلت أن أتوب إليك منه، أو نسيت أن أستغفرك له.
9- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب دخلت فيه وأحسنت ظني بك ألاّ تعذبني عليه، أو رجوتك لمغفرته لي فارتكبته، وقد عوّلت على حسن ظني بك ألاّ تعذبني عليه وأنك تكفيني منه.
10- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب استوجبت به منك ردّ الدعاء، وحرمان الإجابة، وخيبة الطمع، وانفساخ الرجاء.
11- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الأسقام، ويعقب الضنا، ويوجب النقم، ويكون آخره حسرة وندامة.
12- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مدحته بلساني، أو هشّت إليه نفسي، أو اكتسبته بيدي، وهو عندك قبيح تعاقب على مثله وتمقت من عمله.
13- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب خلوت به في ليل أو نهار حيث لا يراني أحد من خلقك، فميلت فيه من تركه بخوفك أو ارتكابه بحسن الظنّ بك، فسوّلت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته وأنا صارف بمعصيتي لك فيه.
14- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب استقللته أو استصغرته أو استعظمته وتورطت فيه.
15- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مايلت فيه على أحد من بريّتك أو زيّنته لنفسي، أو أومأت به إلى غيري ودلّلت عليه سواي، وأصررت عليه بعمدي، أو أقمت عليه بحيلتي.
16- اللّهم إني أستغفرك لكلّ ذنب استعنت عليه بحيلتي بشيء مما يراد به وجهك، أو يستظهر بمثله على طاعتك، أو يتقرب بمثله إليك، وواريت عن الناس ولبّست فيه كأني مريدك بحيلتي والمراد به معصيتك والهوى فيه متصرف على غير طاعتك.
17- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب كتبته عليّ بسبب عجب كان بنفسي، أو رياء أو سمعة، أو خيلاء أو فرح أو مرح، أو أشَر أو بطر، أو حقد أو حمية، أو غضب أو رضى، أو شح أو بخل، أو ظلم أو خيانة، أو سرقة أو كذب، أو لهو أو لعب، أو نوع من أنواع ما يكتسب بمثله من الذنوب ويكون باجتراحه العطب.
18- اللّهم إني أستغفرك لكلّ ذنب سبق في علمك أنّي فاعله، فدخلتُ فيه بشهوتي واجترحت فيه بإرادتي وفارقته بمحبّتي ولذّتي ومشيّتي، وشئته إذ شئت أن أشاءه وأردته إذ أردت أن أريده، فعلمته إذ كان في قديم تقديرك ونافذ علمك أنّي فاعله، لم تدخلني فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً، ولم تظلمني شيئاً، فأستغفرك له ولكلّ ذنب جرى به علمك عليّ وفيّ إلى آخر عمري.
19- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مال بسخطي فيه عن رضاك، ومالت نفسي إلى رضاها فسخطته أو رهبت فيه سواك، أو عاديت فيه أوليائك، أو واليت فيه أعدائك أو اخترتهم على أصفيائك، أو خذلت فيه أحبائك، أو قصّرت فيه عن رضاك يا خير الغافرين. اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب تبت إليك منه ثم عدتُ فيه، وأستغفرك لما أعطيتك من نفسي ثم لَم أفِ به، وأستغفرك للنعمة التي أنعمت بها عليّ فقويت بها على معصيتك، وأستغفرك لكل خير أردت به وجهك فخالطني ما ليس لك، وأستغفرك لما دعاني إليه الترخص فيما اشتبه عليّ مما هو عندك حرام، وأستغفرك للذنوب التي لا يعلمها غيرك ولا يطّلع عليها سواك ولا يحتملها إلاّ حلمك ولا يسعها إلاّ عفوك، وأستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قبلي يا ربّ فلم أستطع ردها عليهم وتحليلها منهم أو شهدوا فاستحييت من استحلالهم والطلب إليهم واعلامهم ذلك، وأنت القادر على أن تستوهبني منهم وترضيهم عنّي كيف شئت وبما شئت يا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وخير الغافرين.
20- اللّهم إن استغفاري إياك مع الإصرار لومٌ، وتركي الاستغفار مع معرفتي بسعة جودك ورحمتك عجز، فكم تتحبّب إلي يا رب وأنت الغني عني، وكم
أتبغّض إليك وأنا الفقير إليك وإلى رحمتك، فيا من وعد فوفى، وأوعد فعفا، اغفر لي خطاياي واعفُ وارحم وأنت خير الراحمين.
*
جعلنــا الله وأياكــم من المستغفــرين المغفــور لهم والمستجــاب لدعائهــم وأســألكــم الدعــاء
{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}.
أنا اُعلمك استغفاراً تستغفر به عند المنام إن الله عزّ وجل يوسع في رزقك ثم كتب الاستغفار وأعطاه الأعرابي وقال: إذا أخذت مضجعك وأردت النوم فاقرأ هذا الاستغفار وابك وإن لم تبك فتباك
قال الحسين (عليه السلام): لما كان العام القابل جاء الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى أسبغ عليّ النعمة حتى ليس لي مكان أجمع فيه أباعري وأغنامي لكثرتها, قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أخا العرب اعلم فومنْ أرسل محمداً بالنبوة ما من عبد يستغفر بهذا الدعاء إلاّ أن الله تعالى يغفر له ذنوبه ويقض حوائجه المشروعة ويزيد ماله وأولاده ببركة قراءة هذا الاستغفار وهو هذا وقسمته الى 20 قسم :
بسم الله الرحمن الرحيم
1- اللّهم إني أستغفرك من كل ذنب قويَ عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، أو احتجبتُ فيه من الناس بسترك، أو اتّكلتُ فيه عند خوفي منه على أناتك، أو وثقت من سطوتك عليّ فيه بحلمك، أو عوّلتُ فيه على كرم عفوك. اللّهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست بفعله نفسي أو احتطبتُ به على بدني، أو قدَّمتُ فيه يدي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيتُ فيه لغيري، أو استغويت إليه من تبعني، أو كابرت فيه من منعني، أو قهرت عليه من عاداني، أو غلبتُ عليه بفضل حيلتي، أو احلت عليك مولاي فلم تغلبني على فعلي إذ كنت كارهاً لمعصيتي فحلمت عني لكن سبق علمك فيّ بفعلي ذلك لم تدخلني يا ربّ فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً ولم تظلمني فيه شيئاً فأستغفرك له ولجميع ذنوبي.
2- اللّهم إنّي أستغفرك لكل ذنب تبتُ إليك منه وأقدمتُ على فعله فاستحييتُ منك وأنا عليه, ورهبتك وأنا فيه تعاطيته وعدت إليه.
اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب كتبته عليّ بسبب خير أردتُ به وجهك فخالطني فيه سواك، وشارك فعلي ما لا يخلص لك، أو وجب على ما أردتُ به سواك، وكثير من فعلي ما يكون كذاك.
3- اللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب بورك عليّ بسبب عهد عاهدتك عليه، أو عقد عقدته لك أو ذمة واثقت بها من أجلك لأحد من خلقك، ثمّ نقضت ذلك من غير ضرورة لزمتني فيه; بل استزلني إليه عن الوفاء به الأشر، ومنعني عن رعايته البطر.
4- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب رهبت فيه من عبادك، وخفت فيه غيرك، واستحييت فيه من خلقك، ثم أفضيت به فعلي إليك.
5- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب أقدمت عليه وأنا مستيقن أنّك تعاقب على ارتكابه فارتكبته.
6- اللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب قدّمت فيه شهوتي على طاعتك، وآثرت محبّتي على أمرك، وأرضيت فيه نفسي بسخطك وقد نهيتني عنه بنهيك وتقدّمت إليّ فيه باعذارك، واحتججت عليّ فيه بوعيدك
7- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب علمته من نفسي، أو ذهلته أو نسيته أو تعمدته أو أخطأته مما لا أشك أنك سائلي عنه، وأن نفسي مرتهنة به لديك، وإن كنتُ قد نسيته أو أغفلت نفسي عنه.
8- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب واجهتك به وقد أيقنت أنك تراني، وأغفلت أن أتوب إليك منه، أو نسيت أن أستغفرك له.
9- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب دخلت فيه وأحسنت ظني بك ألاّ تعذبني عليه، أو رجوتك لمغفرته لي فارتكبته، وقد عوّلت على حسن ظني بك ألاّ تعذبني عليه وأنك تكفيني منه.
10- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب استوجبت به منك ردّ الدعاء، وحرمان الإجابة، وخيبة الطمع، وانفساخ الرجاء.
11- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الأسقام، ويعقب الضنا، ويوجب النقم، ويكون آخره حسرة وندامة.
12- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مدحته بلساني، أو هشّت إليه نفسي، أو اكتسبته بيدي، وهو عندك قبيح تعاقب على مثله وتمقت من عمله.
13- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب خلوت به في ليل أو نهار حيث لا يراني أحد من خلقك، فميلت فيه من تركه بخوفك أو ارتكابه بحسن الظنّ بك، فسوّلت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته وأنا صارف بمعصيتي لك فيه.
14- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب استقللته أو استصغرته أو استعظمته وتورطت فيه.
15- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مايلت فيه على أحد من بريّتك أو زيّنته لنفسي، أو أومأت به إلى غيري ودلّلت عليه سواي، وأصررت عليه بعمدي، أو أقمت عليه بحيلتي.
16- اللّهم إني أستغفرك لكلّ ذنب استعنت عليه بحيلتي بشيء مما يراد به وجهك، أو يستظهر بمثله على طاعتك، أو يتقرب بمثله إليك، وواريت عن الناس ولبّست فيه كأني مريدك بحيلتي والمراد به معصيتك والهوى فيه متصرف على غير طاعتك.
17- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب كتبته عليّ بسبب عجب كان بنفسي، أو رياء أو سمعة، أو خيلاء أو فرح أو مرح، أو أشَر أو بطر، أو حقد أو حمية، أو غضب أو رضى، أو شح أو بخل، أو ظلم أو خيانة، أو سرقة أو كذب، أو لهو أو لعب، أو نوع من أنواع ما يكتسب بمثله من الذنوب ويكون باجتراحه العطب.
18- اللّهم إني أستغفرك لكلّ ذنب سبق في علمك أنّي فاعله، فدخلتُ فيه بشهوتي واجترحت فيه بإرادتي وفارقته بمحبّتي ولذّتي ومشيّتي، وشئته إذ شئت أن أشاءه وأردته إذ أردت أن أريده، فعلمته إذ كان في قديم تقديرك ونافذ علمك أنّي فاعله، لم تدخلني فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً، ولم تظلمني شيئاً، فأستغفرك له ولكلّ ذنب جرى به علمك عليّ وفيّ إلى آخر عمري.
19- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مال بسخطي فيه عن رضاك، ومالت نفسي إلى رضاها فسخطته أو رهبت فيه سواك، أو عاديت فيه أوليائك، أو واليت فيه أعدائك أو اخترتهم على أصفيائك، أو خذلت فيه أحبائك، أو قصّرت فيه عن رضاك يا خير الغافرين. اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب تبت إليك منه ثم عدتُ فيه، وأستغفرك لما أعطيتك من نفسي ثم لَم أفِ به، وأستغفرك للنعمة التي أنعمت بها عليّ فقويت بها على معصيتك، وأستغفرك لكل خير أردت به وجهك فخالطني ما ليس لك، وأستغفرك لما دعاني إليه الترخص فيما اشتبه عليّ مما هو عندك حرام، وأستغفرك للذنوب التي لا يعلمها غيرك ولا يطّلع عليها سواك ولا يحتملها إلاّ حلمك ولا يسعها إلاّ عفوك، وأستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قبلي يا ربّ فلم أستطع ردها عليهم وتحليلها منهم أو شهدوا فاستحييت من استحلالهم والطلب إليهم واعلامهم ذلك، وأنت القادر على أن تستوهبني منهم وترضيهم عنّي كيف شئت وبما شئت يا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وخير الغافرين.
20- اللّهم إن استغفاري إياك مع الإصرار لومٌ، وتركي الاستغفار مع معرفتي بسعة جودك ورحمتك عجز، فكم تتحبّب إلي يا رب وأنت الغني عني، وكم
أتبغّض إليك وأنا الفقير إليك وإلى رحمتك، فيا من وعد فوفى، وأوعد فعفا، اغفر لي خطاياي واعفُ وارحم وأنت خير الراحمين.
*
جعلنــا الله وأياكــم من المستغفــرين المغفــور لهم والمستجــاب لدعائهــم وأســألكــم الدعــاء
دعاء الفرج
الفرج هو انتظار تيسير الامور من عند الله تعالى...
الفرج هو انتظار تيسير الامور من عند الله تعالى...
ادعيه للفرج:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا)
((واكثروا من الدعاء بالفرج فأن في ذلك فرجكم))
دعاء الفرج :
قال عبد الله بن مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي في يدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ،ونور بصري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا » ، قالوا : يا رسول الله ، أفلا نتعلم هذه الكلمات ؟ قال : « بلى ، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
(( اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَامُ، وَأَكْنُفْنِي بِكَنَفِكَ الَّذِي لاَ يُرَامُ، وَاغْفِرْ لِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ، وَإِلاَّ هَلَكْتُ، وَأَنْتَ رَجَائِي، فَكَمْ مِنْ نُعْمَةٍ قَدْ أَنْعَمْتَ بها عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي ؟ وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ قَدِ ابْتَلَيْتَنِي بها قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي ؟ يَـٰا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْني، وَيَـٰا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِيَّتِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْنِي، وَيَـٰا مَنْ رَآنِي عَلىٰ الْخَطَايَا فَلَمْ يَفْضَحْنِي وَيَـٰاذَا النَّعْمَاءِ الَّتي لاَ تُحْصىٰ وَيَـٰا ذَا الأَيَادِي الَّتِي لاَ تَنْقَضِي، أسْألكُ أنْ تُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وعلى آلِ مُحَمَّدٍ ، كما صلَّيتَ وباركتَ وتَرَحَّمْتَ على إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم أعنِّي على ديني بالدُّنيَا ، وعلى آخِرَتِي بالتَّقْوَى ، واحْفَظْنِي فيمَا غبْتُ عنْهُ ، ولا تكِلْنِي إلى نفْسِي فيمَا حَضَرْتُهُ ، يَا مَنْ لا تضرُّه الذنوبُ ، ولا تُنْقِصُهُ المَغْفِرَةُ ، هَبْ لِي مَا لا يُنْقِصُكَ ، وَاغْفِرْ لِي مَا لا يَضُرُّكَ ، يَا إلَهِي أَسْأَلُكَ فَرَجَاً قَرِيبَاً ، وَصَبْرَاً جَمِيلاً ، وَأَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ ، وَأَسْأَلُكَ الْغِنَىَ عَنْ النَّاسِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَ بِاللهِ العَلِيِّ الْعَظِيم))
ومن ادعية الفرج :
قال عبد الله بن مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي في يدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ،ونور بصري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا » ، قالوا : يا رسول الله ، أفلا نتعلم هذه الكلمات ؟ قال : « بلى ، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
.
بسم الله الرحمن الرحيم
:.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله المنتجبين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم
الدين..
وبعد:
قال تعالى:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
النحل:125.
لطالما كانت الكلمة طريق الإصلاح الأول وبها
سلك الأنبياء والمرسلون إلى القلوب فحاوروا النفوس وتحدثوا إلى الضمائر
وأقاموا الحجج والبراهين، حتى اهتدى إلى الحق خلق كثير، بل إن أولى الأوامر
الإلهية للرسول الأكرم
«اقْرَأ»
وكذا فالرسول الأعظم دعا قومه ومن قاتله
بالكلمة.
والكلمة الطيبة ابلغ من أي شيء آخر في الإصلاح
الذي هو غاية الإمام عليه السلام من ثورته المباركة ويشهد لذلك وصيته
المشهورة لأخيه ابن الحنفية، ومن هنا فان كلمات سيد الشهداء عليه السلام يوم
عاشوراء توضح بل ترسم أمامنا خارطة طريق للاطلاع على الكثير من أمور النهضة
المباركة لاسيما دعاءه الشريف وخطبتيه، لذا آثرنا إيرادها هنا مع توضيح لبعض
المفردات من الناحية اللغوية والمجال لا يسع للبحث الموضوعي، وفيما يلي نص
الخطبتين:
دعاء الإمام الحسين يوم
عاشوراء:
لمّا نظر الإمام الحسين عليه السلام إلى جمع
بني أمية كأنّه السيل[1]، رفع يدَيه بالدعاء[2]
وقال:« اللهمّ، أنت ثقتي[3]
في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة[4]،
وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة[5]، كم من همٍّ[6]
يضعف فيه الفؤاد[7]
وتقلّ فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك[8]
وشكوته إليك، رغبةً منّي إليك عمَّن سواك فكشفته وفرّجته، فأنت ولي كلّ
نعمة ومنتهى كلّ رغبة.[9]
خطبة الإمام الحسين
عليه السلام الأولى
ثمّ دعا براحلته عليه السلام فركبها، ونادى
بصوت عال يسمعه جلّهم: أيّها النّاس اسمعوا قَولي، ولا تعجلوا حتّى أعظكم
بما هو حقّ لكم عليَّ[10]،
وحتّى أعتذر إليكم من مَقدمي عليكم[11]، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النّصف من أنفسكم، كنتم بذلك أسعد،
ولم يكن لكم عليَّ سبيل[12].
وإنْ لَم تقبلوا مِنّي العذر ولَم تعطوا
النّصف من أنفسكم، فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة.
ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون[13].
إنّ ولييّ الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.
فلمّا سمعنَ النّساء هذا منه صحنَ وبكينَ
وارتفعت أصواتهنَّ، فأرسل إليهنَّ أخاه العبّاس وابنه علياً الأكبر وقال
لهما:«سكّتاهنَّ فلعمري ليكثر بكاؤهنَّ».
ولمّا سكتنَ، حمد الله وأثنى عليه وصلّى على
محمّد وعلى الملائكة والأنبياء وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره ولَم يُسمع
متكلّم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه[14]،
ثمّ قال: «عباد الله، اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإنّ الدنيا لَو
بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحقّ بالبقاء وأولى بالرضا
وأرضى بالقضاء، غير أنّ الله خلق الدنيا للفناء، فجديدها بالٍ ونعيمها
مضمحل وسرورها مكفهر[15]،
والمنزل تلعة[16]
والدار قلعة، فتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى، واتقوا الله لعلّكم تفلحون[17].
أيّها النّاس إنّ الله تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها
حالاً بعد حال[18]،
فالمغرور من غرّته والشقي من فتنته[19]،
فلا تغرّنكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها وتُخيّب طمع من طمع
فيها. وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم[20]
الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحلَّ بكم نقمته[21]،
فنِعمَ الربّ ربّنا وبئس العبيد أنتم ؛ أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد
صلى الله عليه وآله، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذريّته وعترته[22]
تريدون قتلهم، لقد استحوذ[23]
عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبّاً[24]
لكم ولِما تريدون. إنّا لله وإنّا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم
فبُعداً للقوم الظالمين[25].
أيّها النّاس أنسبوني مَن أنا ثمّ ارجعوا إلى
أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ ألستُ ابن بنت
نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأول المؤمنين بالله والمصدّق لرسوله بما جاء من
عند ربّه ؟ أوَ ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي ؟ أوَ ليس جعفر الطيّار عمّي،
أوَ لَم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة ؟ فإنْ
صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ ـ والله ما تعمدتُ الكذب منذ علمت أنّ الله
يمقت[26]
عليه أهله ويضرّ به من اختلقه ـ وإنْ كذّبتموني فإنّ فيكم مَن إنْ سألتموه عن
ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن
سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة
من رسول الله لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟
فقال الشمر: هو يعبد الله على حرف[27]
إنْ كان يدري ما يقول.
فقال له حبيب بن مظاهر: والله إنّي أراك تعبد
الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على
قلبك[28].
ثمّ قال الحسين عليه السلام : فإنْ كنتم في
شكّ من هذا القول، أفتشكّون انّي ابن بنت نبيّكم، فوا لله ما بين المشرق
والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم اتطلبوني بقتيل منكم
قتلته ؟! أو مال لكم استهلكته ؟! أو بقصاص جراحة ؟!
فأخذوا لا يكلّمونه! فنادى: يا شبث بن
ربعي، ويا حَجّار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحارث ألم
تكتبوا إليَّ أنْ أقدم قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة؟
فقالوا: لَم نفعل.
قال عليه السلام: سبحان الله! بلى والله لقد
فعلتم. ثمّ قال: أيّها النّاس، إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من
الأرض. فقال له قَيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمّك ؟ فإنّهم لَن
يروك إلاّ ما تُحبّ ولَن يصل إليك منهم مكروه.
فقال الحسين عليه السّلام: أنت أخو
أخيكّ[29]،
أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل ؟ لا والله لا اُعطيكم بيدي
إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد، عباد الله إنّي عذتُ بربّي وربّكم أنْ
ترجمون[30]،
أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبِّر لا يؤمن بيوم الحساب[31]
.
خطبة
الإمام الحسين عليه السلام الثانية
ثمّ إنّ الحسين عليه السلام ركب فرسه، وأخذ
مصحفاً ونشره على رأسه، ووقف بإزاء القوم وقال: يا قوم، إنّ بيني وبينكم
كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ثمّ استشهد هم عن
نفسه المقدّسة وما عليه من سيف النّبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ولامته[32]
وعمامته فأجأبوه بالتصديق. فسألهم عمّا أخذهم على قتله؟.
قالوا: طاعةً للأمير عبيد الله بن زياد، فقال عليه السّلام:
تبّاً لكم أيّتها الجماعة و
ترحاً[33]،
أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين[34]،
سللتم[35]
علينا سيفاً لنا في أيمانكم وحششتم[36]
علينا ناراً اقتدحناها[37]
على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلباً[38]
لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم. فهلاّ
ـ لكم الويلات! ـ تركتمونا والسّيف مشيم[39]
والجأش طامن[40]
والرأي لَما يستحصف[41]،
ولكنْ أسرعتم إليها كطِيَرة الدبَّا[42]
وتداعيتم[43]
عليها كتهافت الفراش[44]،
ثمّ نقضتموها، فسحقاً[45]
لكم يا عبيد الأمة وشذاذ[46]
الأحزاب ونبذة الكتاب[47]
ومحرّفي الكلِم وعصبة الإثم ونفثة[48]
الشيطان ومطفئيّ السّنَن! ويحكم أهؤلاء تعضدون[49]
وعنّا تتخاذلون[50]!
أجل والله غدرٌ فيكم قديم وشجت[51]
عليه أُصولكم وتأزّرت[52]
فروعكم فكنتم أخبث ثمرة، شجي للناظر وأكلة[53]
للغاصب! ألا وإنّ الدّعيّ بن الدعيّ[54]
قد ركز بين اثنتَين ؛ بين السّلة والذلّة[55]،
وهيهات منّا الذلّة، يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور[56]
طابت وطهرت واُنوف حميّة ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع
الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الاُسرة على قلّة العدد وخذلان النّاصر.
ثمّ أنشد أبيات فروة بن مُسيك المرادي.
فـإن نـهزم فـهزّامون قدماً وإن نـهْزَم فـغير مُـهزَّمينا
ومـا أن طبنا جبن ولكن منايانا ودولــة آخـرينا
فـقل لـلشامتين بـنا أفيقوا سيلقى الـشامتون كما لقينا
إذا مات الموت رفَّع عــن اُناس بكلكله أنــاخ بـآخرينا[57]
أما والله، لا تلبثون بعدها إلاّ كريثما يركب
الفرس، حتّى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور، عهدٌ عَهَده إليَّ
أبي عن جدّي رسول الله، فاجمعوا أمركم وشركاءكم، ثمّ لا يكن أمركم عليكم
غمّة ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون[58]،
إنّي توكّلت على الله ربّي وربّكم، ما من دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها إنّ
ربّي على صراط المستقيم[59].
ثمّ رفع يدَيه نحو السّماء وقال:« اللهمّ،
احبس عنهم قطر السّماء، وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبرة[60]،
فإنّهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربّنا عليك توكّلنا وإليك المصير. والله لا يدع
أحداً منهم إلاّ انتقم لي منه، قتلةً بقتلة وضربةً بضربة، وإنّه لينتصر لي
ولأهل بيتي وأشياعي.
[1] ـ تمثيل لكثافة الجيش
العددية، وهو على اقل الروايات ثلاثون ألفاَ.
[2] ـ دعا ـ دعاء ودعوى:
ناداه/ رغب إليه/ استعانة. المنجد في اللغة باب دعا، وسيظهر من فقرات
الدعاء الشريف مراتب عالية من التوحيد حيث ان الإمام عليه السلام استعان
بالله سبحانه وحده حين نظر إلى أعداءه.
[3] ـ الثقة: (مصدر) مَن
يعتمد عليه ويؤتمن، ويستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع.
المنجد، باب وثق.
[4] ـ الشّدّة: بكسر السين،
الأمر يصعب تحمله. المعجم الوسيط، باب شدّ.
إن الإمام عليه السلام حينما رأى
كثرة
أعداءه وقلة ناصريه التجأ إلى الله سبحانه وتعالى، فرفع يديه إلى
الله
سبحانه مستعيناَ به ومعتمد عليه دون غيره وهو مصداق قوله
تعالى:(إِيِّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الفاتحة الآية 5
[5] ـ العدَّة: الاستعداد
وما اعد لأمر يحدُث.
[6] ـ الهمّ: همّا ومهمّة
الأمر فلان أقلقه وأحزنه.
[7] ـ الفؤاد: ج أفئدة،
القلب وربما أطلق على العقل.
[8] ـ يقال «أنزل حاجته على
كريم» أي سأله قضاءها.
[9] ـ ابن الاثير في الكامل
4 / 25، وتاريخ ابن عساكر 4 / 233، وذكر الكفعمي في المصباح / 158،
طبعة الهند: إنّ النبي صلى الله عليه وآله دعا به يوم بدر. واختصره الذهبي في سير أعلام
النبلاء 3 / 202.
[10] ـ فمن حق الرعية على
الإمام المنصب من قبل الله تعالى تقديم النصح والإرشاد لهم فهو طريق
الإصلاح والإنقاذ من الضلال والتيه.
[11] ـ فله الحق سلام الله
عليه في بيان الحق وبيان جهة الظلم والانحراف وإقامة الحجة على من
يقاتله، قال تعالى:ُ (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى
نَبْعَثَ رَسُولًا)الإسراء الآية15.
[12] ـ اشترط سلام الله عليه
قبول كلامه وحجته عليهم ـ فهو مع الحق والحق معه ـ وكذا اشترط تصديقه
وإعطاءه حقه وإقرارهم ذلك كي يصلوا السعادة في الدنيا والآخرة.
[13] ـ إشارة منه سلام الله
عليه وتشبيه لاعداءه بقوم نوح عليه السلام الذين استحقوا العذاب الهي بعد
ذلك قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ
يَاقَومِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ
اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ
وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ) يونس الآيتين 71و71.
[14] ـ تاريخ الطبري 6 /
242.
[15] ـ وصف للدنيا، فجديدها
مصيره الانتهاء والخراب، ونعيمها إلى التلاشي والزوال والذوبان، وسرور
الدنيا مكفهر وهو كل متراكب، يقال فلان مكفهر الوجه أي وجهه قليل اللحم
غليظه الذي لايستحي، ومكفهر اللون أي ضارب لونه إلى الغبرة مع غلظ، وفلان
مكفهر أي منقبض كالح لا يرى فيه بشر ولافرح.
[16] ـ التَلعَة: ج تلعات
وتِلاع وتِلع (ضد) ما على من الأرض وما سفل منها. وغالباً ما يستخدم
المنزل في السفر حين المكث القليل، ونزولاً ومنزُلا ومنزِلا القوم
وبالقوم وعلى القوم حلَّ بهم.
[17] ـ زهر الآداب، الحصري،
1/ 62، مطبعة دار الكتب العربية، 1372هـ.
[18] ـ أي متقلبة باهلها
ومتغيره.
[19] ـ المغرور المطمع
بالباطل / المخدوع، والشقي ضد السعيد.
[20] ـ السُخط ضد الرضا.
[21] ـ أي انزل بكم عقابه.
[22] ـ العِترة / لغة ولد
الرجل وذريته او عشيرته ممن مضى، وفي الاصطلاح كما ثبت في محله من كتب
الكلام والأصول أن عترة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله هم المعصومون
سلام الله عليهم ولا يبعد أن يكون المراد هنا الاصطلاحي فبقتل الإمام
الحسين والسجاد والباقر عليهم السلام قتل للمعصومين جميعاً.
[23] ـ حاذ الدابة إذا ساقها
سريعا، وحاذ الإبل إذا جمعها ليسوقها. والمعنى هنا أن الشيطان أحاط بهم
وساقهم حيث يشاء.
[24] ـ تبًّ الشيء: قطعه،
ولعل المعنى هنا هلاكهم وعدم وصولهم للغاية المطلوبة والباعث الحقيقي
وراء القتال.
[25] ـ مقتل محمّد بن أبي
طالب الحائري.
[26] ـ مقت ـ مقتا وماقت
الرجل ابغضه اشدَّ البغض.
[27] ـ الحرف ج حِرَف: هو من
كل شيء طرفه وشفيره وحده وجانبه ومنه حرف الجبل أي أعلاه المحدد يقال:«
فلان على حرفٍ من أمره» أي على شفير أو ناحية منه إذا رأى شيئاَ لا يعجبه
عدل عنه.
[28] ـ طبع على الشيء أي
ختم، يقال « طبع الله على قلبه» أي ختم وغطى فلا يعي ولا يوفق.
[29] ـ أخوه هو محمد بن
الأشعث الذي قاتل في الكوفة مسلم بن عقيل سفير الحسين عليهما السلام ثم
أعطاه الأمان ثم غدر به فكان دم مسلم في عنقه، وهما ولدي الأشعث بن قيس
احد رؤوس النفاق في الكوفة وشريك عبد الرحمن بن ملجم المرادي بقتل أمير
المؤمنين عليه السلام.
[30] ـ اشارة منه سلام الله
عليه لقوله تعالى:(وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن
تَرْجُمُونِ*وَإِن لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) الدخان: الآيتين
20و21.
[31] ـ الزمر الآية 77.
[32] ـ اللامة: الدرع، سمية
لآمة لإحكامها وجودة حَلَقها.
[33] ـ الترح: ج أتراح وهو
الحزن والهم/ الفقر/ الكثير الغم / القليل الخير.
[34] ـ صرخ: صُراخا وصَرِيخا
القومًَ: أغاثهم وأعانهم، استصرختمونا أي طلبتم منا الإغاثة
والإعانة. « اصرخناكم» أغثناكم وأعناكم. «والهين» من وَلَهَ يله ولهاً: حزن
شديداً
حتى كاد يذهب عقله/ أو تحير من شدة الوجد فهو واله، «موجفين»
وجوفاَ
الشيء: اضطرب.
[35][35]
ـ سلّ: سلّا الشيء من الشيء انتزعه وأخرجه برفق.
[36] ـ حشَّا النار: أوقدها
وحركها بالمحشّ.
[37][37]
ـ قدحاً بالزند: حاول إخراج النار منه. اقتدحناها أي أخرجناها
وأظهرناها.
[38] ـ الإلب: القوم تجمعهم
عداوة واحد. والمعنى أنكم أصبحتم جمعاَ لمناصرة أعدائكم على أوليائكم ومن
ينصركم، فنصرتموهم دون ان ينشروا فيكم العدل وليس لكم أمل في ذلك.
[39] ـ وشام السيف سله
واغمده وهو من الأضداد، قال الفرزدق يصف السيوف إذا سلت:
إذا هي شيمت فالقوائم تحتها
وان لم تشم يوماً علتها القوائم.
انظر لسان العرب باب شيم.
[40] ـ الجأش: ج جُؤوش،
القلب او الصدر. «طامن» لعلها طمأن حذفت الحمزة تخفيفاً، وطمأن الشيء:
سكّنه، وفي الصحاح طامنه: طأطأ رأسه.
[41] ـ حصف: هو تشدُد يكون
في الشيء وصلابة وقوة، فيقال لركانة العقل حصافة، وللعَدو الشديد احصاف،
ويقال رجل محصف وناقة مِحصاف، وكتيبة محصوفة، إذا تجمع أصحابها وقل الخلل
فيهم، ويقال استحصف على بني فلان الزمان، إذا اشتدّ. انظر مقاييس اللغة.
[42] ـ طيرة وطيرورة:
«مصدر» خفة وطيش. الدَّبا بتشديد الدال: الجراد قبل ان يطير، وقيل هو نوع
يشبه الجراد، وفي مقاييس اللغة الدبا الجراد إذا تحرك.
[43] ـ تداعى القوم: دعا
بعضهم بعضاً حتى يجتمعوا.
[44] ـ التهافت: السقوط يقال
ماء جعل ومجعل: إذا ماتت فيه الجعلان والخنافس و تهافتت فيه. «الفراش» ـ
بفتح الفاء والراء ـ دواب مثل البعوض تطير، واحدتها فراشة، والفراشة التي
تطير وتهافت في السراج، قال الزجّاج: في قوله عز وجل: (يَوْمَ يَكُونُ
النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ) القارعة الآية4،قال:الفراش ما تراه
كصغار البقّ، يتهافت في النار، شبه الله سبحانه الناس يوم البعث بالجراد
المنتشر وبالفراش المبثوث لأنهم إذا بعثوا يموج بعضهم ببعض كالجراد الذي
يموج بعضه في بعض.
[45] ـ سحقا: أصلان احدهما
البعد يقال: سحقاً له أي بعداً، والآخر إنهاك الشيء حتى يبلغ إلى حال
البلى.
[46] ـ شذاذ الناس: الذين
يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم، كذلك بمعنى القُلال.
[47] ـ النبذ: طرحك الشيء
امامك او خلفك، ونبذت الشيء اذا لقيته من يدك.
[48] ـ النفث: اقل من الطرح،
لان التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق، والنفث شبيه بالنفخ.
[49] ـ استفهام استنكاري،
والمعاضدة: المعاونة واعتضدت بفلان أي استعنت به.
[50] ـ الخاذل ضد الناصر،
والخذل: ترك المعونة أو النصرة.
[51] ـ وشجت: اشتبكت
وتداخلت، يقال وشجت العروق والأغصان إذا اشتبكت.
[52] ـ أزر به الشيء: احاط،
وتأزر النبت: التف واشتد وقوي.
[53] ـ أكلة: لقمة.
[54] ـ الدّعي بتشديد الدال:
المتهم في نسبه أو المنسوب إلى غير أبيه.
[55] ـ السلّ: انتزاع الشيء
من الشيء، يقال أتيناهم عند السلّة أي عند استلال السيوف. « الذل» ضد
العزّ.
[56] ـ حجور: بفتح الحاء
يقال حَجر المرأة،وكذلك حِجرها ـ بكسر الحاء ـ حضنها.
[57] ـ اللهوف / 54، ورواها
ابن عساكر في تاريخ الشام 4.
[58] ـ استشهاد منه عليه
السلام بقوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ
لِقَوْمِهِ يَاقَومِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَقَامِي وَتَذْكِيرِي
بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ
وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ) يونس الآية71.
[59] ـ استشهاد منه عليه
السلم بقوله تعالى: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم
مَا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذُ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) هود الآية 56.
[60] ـ شديدة الحموضة تميل
إلى المرارة.